ملاك نتيل
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 10/01/2011
| موضوع: أزياء.. كيف كانت.. وكيف أصبحت!؟ الإثنين يناير 24, 2011 2:05 pm | |
| أزياء.. كيف كانت.. وكيف أصبحت!؟ « في: 11 07, 2008, 08:41:40 » ا ا لطربوش الأحمر :}}
انتشرت قبيل القرن التاسع عشر إبان فترة الحكم العثماني عادة وضع الطربوش الأحمر على رؤوس الرجال,وهو في الأصل ابتكار عربي لغطاء الرأس,إذ ظهر الطربوش الأحمر لأول مرة في منطقة المغرب العربي,وحلت محل العمامة والحطة والعقال,لكن كمال أتاتورك أصدر أمرا بمنع استعمال الطربوش الأحمر المعروف بقانون القيافة في عام 1926 لتحل محله القبعات الغربية. وظل الطربوش مستخدماً في أقطار عربية لم يكن لذلك القانون مفعول فيها مثل مصر وبلاد الشام والمغرب العربي,وبقي عند كبار السن في سورية حتى أواخر الستينيات,ولا تزال صناعة الطرابيش موجودة في مكان نشأته القديمة في بلاد المغرب العربي وبالذات في تونس. وينحصر استخدام الطربوش حالياً عند رجال الدين الذين يضعون العمامة البيضاء أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش. أنواع الطرابيش :
والطرابيش نوعان,بعضها يصنع من الصوف المضغوط (اللباد) أو من الجوخ الملبس على قاعدة من القش او الخوص المحاك على شكل مخروط ناقص,وتتدلى من الطربوش الشرقي من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء تدعى (الشراشيب). ولا يزال الطربوش موجودا في نطاق ضيق ويباع في المحلات التراثية حيث تستخدمه فرق الإنشاد والفرق الفلكلورية والمسلسلات الشامية التي نشطت إلى حد ما الاهتمام به وإنقاذه من الانقراض. طربوش رجل مهم : كان الطربوش ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي عند الموظفين الحكوميين,إلى أن انتهى استخدامه بعد الاستقلال,وبقي في سيرة الذاكرة الشعبية والتراث. فكان الطربوش يميز من يشغل وظيفة رسمية عالية,فرؤساء الوزارات والوزراء وكبار الموظفين أيا كانت اعتقاداتهم اعتمدوا الطربوش زياً وحرصوا على وضعه على رؤوسهم, فوضعه على رأسه مثلا شكري القوتلي وبشارة الخوري. ولا يقتصر الطربوش على ذوي الوظائف الرسمية الكبيرة وحدهم, فالكثيرون كانوا يعتمرون الطرابيش للدلالة على الموقع الاجتماعي وللتعبير عن أهميتهم ومكانتهم الاجتماعية. وكانت طرابيش المسؤولين داكنة قليلاً في الغالب ووازنة على الرأس لا تتحرك إلا بمقدار, والشراشيب فيها دائماً إلى الخلف. وكان (مكتب عنبر) يمنح خريجيه (الطربوش) بالإضافة إلى الشهادة والمنصب,ولذلك فإن معظم الذين تخرجوا منه وأولئك الذين تقلدوا مناصب في دمشق وبيروت وطرابلس وعمان والقدس ونابلس كانوا يرتدون (الطرابيش). دلالات وضع الطربوش : يشير تغير وضع الطربوش على الرأس إلى المزاج النفسي أو أهمية الطرف المقابل, وربما نوعية القضايا التي يجري بحثها, فالطربوش إذا كان مستقيماً وثابتاً له معنى يتوافق مع الاستقامة,وإذا كان مائلاً إلى الخلف فيدل على المزاج الرائق, ولايخلو من الرغبة في التوجيه أو السخرية. ومثلما لوضعية الطربوش على الرأس دلالة,فإن نوع الطربوش يحدد الانتماء الجغرافي والمستوى الاجتماعي.. فطربوش نابلس يختلف عن طربوش الشام, الأول أكثر دكنة وأطول إضافة إلى أن نهايته أدق.. أما الطربوش الشامي فأقصر من حيث الارتفاع وأكثر توهجاً, إذ يبدو كالبطيخة الناضجة. كما أن موقعه قابل للتغيير وإعادة النظر مرات عديدة في اليوم الواحد تبعاً للخطة ونوع الحديث والشخص المقابل.. وقد لا يكون من المبالغة القول: إن الطرابيش الشامية تتكلم بفرح وان كلامها مفهوم اغلب الأحيان. وما يلبس من ملابس مرافقة للطربوش يختلف تبعاً لوظيفة الشخص وموقعه الاجتماعي, فالموظف مهما كان موقعه لا بد أن يلبس السترة والبنطال, وهذا هو الزي الرسمي, أما الشيوخ فيلبسون الطربوش مع القفطان.. أما الملاّكون وأصحاب المصالح فإن الهامش أمامهم واسع: فالتجار الكبار حسموا أمرهم واختاروا الزي الإفرنجي- السترة والبنطال وبلون واحد. أما من هم اقل منهم ثراء أو لايحركهم طموح كبير فإنهم لايأبهون لما بعد الطربوش,فكانوا يلبسون القمباز وكانوا يلبسون السترة والبنطال.. ولكنهم في كل الحالات يصرون على ارتداء الطربوش حتى البقال الصغير!! بعد أن يخلع ملابس الطلعة ويرتدي ملابس العمل في بقاليته يستبقي الطربوش على رأسه لأنه لا يقوى أن يكون عاري الرأس أمام الآخرين !! وأكثر من ذلك في أيام الصيف الحارة حين يكون التاجر في دكانه عاري الرأس فما أن يدخل عليه زائر أو زبون فإن أول ما يفعله هو أن يضع الطربوش على رأسه. وكان لصاحب الدخل المحدود طربوش واحد, وللشخص الغني طرابيش كثيرة تتفاوت من حيث اللون والمقاييس وأوقات الاستعمال. ولذلك كانت صناعة الطرابيش مزدهرة ولها أربابها. من أغطية الرأس في المشرق العربي كان الطربوش والشربوش.. فما هو الفرق بينهما؟ الشربوش يشبه الطربوش في لونه الأحمر.. ولكنه كان أقصر طولاً ومثلث الشكل وكان الشربوش منتشراً في العصر الأيوبي وعصر المماليك البحرية وفي وقت انتشار الشربوش ظهر غطاء رأسي جديد أطلق عليه اسم«الكالوت» ويقول عنه القلقشندي في كتابه«صبح الأعشى » أنهم أيام الدولة الأيوبية كانوا يلبسون كالوتات صفراء بغير عمائم وقد عادت بعد ذلك في نهاية العصر المملوكي وكان الكالوت «نوعا مصغراً من الشربوش» وكانت له ذوائب شعر يرسلونها خلفهم.. وحينما جاءت الدولة الأشرفية التي أقامها خليل بن قلاوون، غير لون الكالوت من الصفرة إلى الحمرة وتم رفع العمائم واللفافة القماشية تماماً وظلت أغطية الرأس حمراء حتى جاء العصر العثماني الذي قام بتطوير هذه الأغطية إلى الطربوش الأحمر. ولقد أصبح للكالوت شأن كبير بعد عهد السلطان خليل بن قلاوون لدرجة أنه في سنة 1302م ـ 710 هجري قبض على الأمير المعارض جيراي نائب السلطنة بالشام.. فنزع كالوته والقى به على الأرض وكان هذا يعني فقدانه لكل نفوذه وهيبته.. ثم تطور الحجم الصغير أصبح ضخماً وأخذ شكل الطربوش وكان ثمنه مرتفعاً.. كما أصبحت هواية جمعها منتشرة بين الناس إذ يحدثنا «المقريزي» في خططه عن الوزير «عبد الله بن زينور» الذي وجدوا في ثروته ستة آلاف عمامة من هذا الطراز.. وبعد الكالوت ظهر الطربوش الأحمر ذو الزر الأسود من الخلف مع انتهاء العصر المملوكي 1517 م ومع الغزو العثماني وكان الطربوش هو آخر أفراد عائلة أغطية الرأس التي عاصرت أحداث وملوك وسلاطين وأنظمة حكم أفرزت تاريخ مصر طوال ألف عام تقريباً .. وقد انتشر الطربوش بصورة واضحة في بداية القرن التاسع عشر واستمر حتى قيام ثورة تموز 1952 بحيث أصبح غطاء الرأس الرسمي للرجال وقد فرض على طلاب المدارس والجامعة قبل الثورة ارتداء الطربوش.. وكان الطربوش يستخدم لتقديم التحية للشخصيات الهامة.. فكان على الواقف أمام أحد الباشوات مثلاً أن يخلع طربوشه ويمده للأمام بينما يحني رأسه للأسفل تحية لهذا الشخص «الهام». وفي بداية القرن العشرين كان الطربوش رمزاً لطبقة المثقفين المصريين حتى بداية عصر الثورة...
ا {{لمُلاءَة الشامية}} ساد في حقبة زمنية أن تظهر المرأة الدمشقية بين الناس باللون الأسود الذي يغطيها بدءً من الرأس إلى أخمص القدمين وهذا الزي كان يطلق عليه اسم «الملاية» الملاءة، وللملاءة نوعان: العادية والزم. أما العادية فتتألف من الرأسية التي يقال لها «البرلين» ولا نعرف معنى هذه الكلمة أو مصدرها وهي قطعة قماش عريضة «كلوش» دائرية ولها فى أعلاها قطعة تحيط بالرأس لتعصبه الى الوراء وتختفي العصبة تحت تلك القطعة القماشية العريضة وتسدل على وجهها منديلاً أسوداً تحفظه الرأسية من السقوط وكانت ترتدي تحتها «مانطو» أسود اللون طويل إلى حد ما. وأما الملاية الزم فكانت عبارة عن قطعتين تلبسهما فوق ثيابها العادية. أما التنورة أو «الخرّاطة» كما كان اسمها شائعاً آنذاك فلها مطاط يشد خصرها وتستر بها الجزء الأوسط من جسمها الى قدميها، وأما الرأس فغطاؤه عبارة عن «ملاءة» عريضة وطويلة تشد عند الخصر بحزام أسود يغطي الى مادون التنورة فيبدو زيها فضفاضاً واسعاً يواري جميع معالم جسمها وعلى وجهها منديل أسود رقيق نوعاً ما يسمح لها برؤية الطريق أمامها. وأحياناً يكون لون الملاءة الزم أبيض وليس أسود وكان قليل الانتشار. وكانت المرأة تلبس بقدميها جوارب سميكة إما بنيّة أو سوداء «مقششة» وهي بمثابة الكولون السميك حالياً وكانت بعض النسوة تلجأ الى «ترقيع» الجورب المهترئ أي إضافة قطعة إليه. وبعدها استعاضت المرأة الدمشقية عن «البرلين» ووضعت على رأسها «المنديل» فقط الذي وضعته أنفاً وأصبح قياسه أكبر ما استعملته مع الملاءة لتلف به رأسها وثبتته ببعض الدبابيس الخاصة كي لا ينزاح عن رأسها، وترخي ما بقي من القطعة على وجهها مع محافظتها على المانطو صيفاً وشتاءً. وكان يتوجب على الطالبات أثناء الدروس تغطية وجوههن لأنه غالبا جميع المدرسين كانوا من الذكور . ثم تحررت المرأة الدمشقية من المنديل ووضعت على رأسها الإشارب الدمشقي الذي يكشف نوعاً ما مقدمة الشعر، كما ارتدت ملابس عادية لربما «الفستان» أو الطقم الرسمي» أو حافظت على «المانطو» مع تخفيف سماكة الجوربين. ومرت الأيام و ظهرت المرأة الدمشقية دون حجاب أو غطاء للرأس وقيل في تلك المرحلة «سفرت المرأة» وارتدت من الأزياء ماخطر لها على بال. ثم مرة أخرى عاد الحجاب «المودرن» العصري الذي نشاهده الآن ليعم بشكل كبير على اختلاف أعمار النساء، وأما الزي فهو إما المانطو تحت هذا النوع من الحجاب أو الثياب المعروفة حاليا . ومن بين الأعراف والتقاليد التي تسود شتى المجتمعات يظل لدمشق طابعها وميزتها الخاصة. / صحيفة تشرين {{ الطربوش سيد الألبسة ورمز الوجاهة والأناقة في الماضي }} اهتم الرجل العربي بألبسة الرأس منذ القدم لأنها تتوج رأسه وتُظهره بمظهر لائق أمام الناس، ونادراً ما كان يظهر حاسر الرأس لأن ذلك كان أمراً معيباً ومخالفاً للمألوف. وقد طال ألبسة الرأس مثل غيرها من الأزياء الكثير من التطور والتبدل سواء عند النساء أو الرجال، وإن كان تطور لباس رأس الرجال أسرع وأكثر تنوعاً وتبايناً وإتقاناً. ومن ألبسة الرأس الرجالية التي اشتُهرت في الماضي "القاووق" و"القلبقط" و"العُرف" و"الطبزة" و"التاج" و"اللبادة"، وهي ألبسة انقرضت منذ عشرات السنين وانقرضت صناعتها ولم يبق منها شيء يُذكر بعد أن كان لكل واحد منها دلالة علي مكانة صاحبها ووظيفته الاجتماعية. غير أن سيد هذه الألبسة هو الطربوش الذي كان في الماضي رمزاً للوجاهة والأناقة. وقد عرف المجتمع السوري هذا النوع من الزي منذ أكثر من مائة عام، وكان العامل الأساسي في انتشاره وشيوعه هو الفرمان الشاهاني الذي أصدره السلطان العثماني محمود الثاني والذي اهتم بلباس رجال دولته ورعيته، وحدد في هذا الفرمان طول الشارب واللحية وطراز الجبة وعرض أكمامها وأوجب لبس الطربوش كلباس للرأس معترف به رسمياً بل كان أول من لبس الطربوش من سلاطين الدولة العثمانية. ويذكر المؤرخ محمد سعيد القاسمي في كتابه "قاموس الصناعات الشامية" أن الطرابيش في عهد السلطان محمود "كانت تُجلب من البلاد الأجنبية، وبدأ أمرها ينتشر حتي عمّ واستعاضت الناس به عن جميع ما تقدم من القاووق والعُرف والطبزة واللبادة إلا بقية من مشايخ الطرق لم تزل محافظة علي هيئة أسلافها تعيّشاً بها وصارت الناس تتعمم علي الطربوش ثم وجدوا كبر العمامة فيه غلظة فأخذوا يتلطفون في تصغيرها حتي آل الأمر إلي ما تري". ويري القاسمي أن عمةّ الطربوش البيضاء لم تكن زياً لكل العلماء في دمشق فالشريف يلف الأغباني عليه والعلماء المعمرون لا يتعممون إلا به، أما العمة البيضاء بزيها المتقن الآن فكانت خاصة بقضاة دمشق الأتراك فقط و لم يلبث التقليد أن فعل فعله حتي شاعت العمة البيضاء. وأخذ ولاة السلطان محمود يفرضون الطربوش علي رجال الدولة وصغار الموظفين فلبسوه امتثالاً ورهبة، أما الشعب فلم يَرُق له الطربوش في البدء حتي يروي أن بعض رجال الدين أفتوا سراً بتحريمه وحضوا الناس علي مقاومته، ولكنهم تراجعوا عن ذلك لأنهم خافوا علي أُعطياتهم أن تتوقف وعلي مراكزهم أن تزول فاستعاضوا عن طاقية العمامة البيضاء بالطربوش، وهكذا ظهر النموذج الجديد للعمامة فوق الطربوش الأحمر ذي الطرة الخضراء، ثم تدخلت أنصاف الحلول فابتدعوا "اللفة الأغباني" للكبار و"اللفة اللام ألف" للشبان المتأنقين وهكذا فُتح الباب علي مصراعيه للطربوش للدخول والانتشار في سوريا. الطربوش النمساوي كلمة طربوش محرفة عن الفارسية "سربوش" وتعني زينة رأس الأمير ثم حُرّفت إلي "شربوش" فأصبح شبه عمامة تلتف حول طاقية حمراء من الجوخ سطحها يتراوح بين "10 14" سم، وتعلق في وسطها شرابة غليظة زرقاء أو سوداء تتدلي حتي العنق وحل محل الطربوش الكبير الطربوش النمساوي تشبهاً بالأجانب وأطلق عليه اسم "فيز FEZ" نسبة إلي مكان صناعته وهي "فيينا" عاصمة النمسا وكان شكله اسطوانياً ولونه أحمر أو أبيض ثم حوّل الاسم إلي "فاس" وزعموا أنه يدل علي مدينة "فاس" المغربية كي يموّه عن المسلمين منشؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية بأنهم لا يستعملون بضائع الأوربيين. وعاش الطربوش فترة ازدهار وأصبح شعاراً قومياً بُعيد انتهاء الحرب العالمية الأولي بل احتل مركز الصدارة بين أغطية الرأس وأصبح لبسه ردة فعل علي بعض المحاولات بإدخال القبعة الأوربية باعتبارها لباس المستعمرين. مرسوم جمهوري بدأ زوال الطرابيش الحمراء نسبياً من شوارع المدن السورية مع المرسوم الجمهوري الذي أصدره العام 1949 الرئيس السابق "حسني الزعيم" الذي منع بموجبه الموظفين والمستخدمين لدي الحكومة من ارتدائه ثم ألحقه بمرسوم طريف آخر منع بموجبه السير بالشوارع بلباس البيجاما متأثراً بمراسيم كمال أتاتورك في تركيا آنذاك. وبعد نهاية حكم الزعيم الذي استمر 130 يوماًً فقط ألغي الرئيس الأسبق هاشم الأتاسي مرسوم الطرابيش والبيجاما ولكن الانقلاب التالي بزعامة أديب الشيشكلي أعاد العمل بمرسوم البيجاما ونسي مرسوم الطربوش!. البوغلي واليارم في زقاق حمصي قديم عثرنا علي آخر طرابيشي في سوريا وهو الحاج "عبد الفتاح تربة دار" ويقول إنه كان المكوجي الخاص لطربوش الرئيس السابق هاشم الأتاسي، وفي دكانه الصغير لا يزال الحاج تربة دار يحتفظ بأدوات خاصة لتصنيع الطرابيش وكيّها، وهي عبارة عن قوالب نحاسية مختلفة الأحجام تأخذ جميعها شكل الطربوش كما يحتفظ في دكانه بعشرات الأنواع من الطرابيش الحمراء الجاهزة التي لم يعد يلبسها أحد كما يقول. وحول طريقة صنع الطربوش يوضح: يُصنع الطربوش من الجوخ الخام الذي كنا نستقدمه من تشيكوسلوفاكيا، ومع القماشة كنا نجهز قالب القش ومهمته عزل الطربوش عن الرطوبة وإعطائه المتانة والتناسق وقد يُصنع الطربوش دون قش كالطرابيش المغربية ولكل رأس قالب خاص يتراوح بين 25 و75 سم حيث يتم تفصيل القماش علي القالب المخصص ثم يُحشي به القش ويُشد ويُكبس علي النار لمدة ثلاث دقائق. والطربوش المعتاد بحاجة بين الفينة والأخري وفي مناسبات الأعياد خاصة إلي كي بواسطة قوالب نحاسية منها ما يُعرف ب "البوغلي " و"العزيزي" و"اليارم زحاف" وغيرها علي حسب طلب من يُكوي له. كان مكوجي الطرابيش يصفّ تلك القوالب النحاسية المجوفة في حانوته فوق دكّة من الخشب، وتحت كل قالب ثقب في وسط الدكّة ملبس من حديد لوضع النار فيه وتسخين القوالب، وكان الحرفي ينزع الطرّة عن الطربوش ويرشه بالماء ويركّبه علي القالب الذي يرغبه صاحب الطربوش وفوق الطربوش يركّب قالباً ثانياً له يدان من خشب يمسكهما المكوجي ويكبس القالب الأعلي فوق القالب المركب عليه الطربوش مرات عديدة حتي إذا انتهي من الكوي يرفع القالب الأعلي ويركب الطرّة علي الطربوش ثم يمسحه ويلمعه، وكان أغلب الفقراء ومتوسطو الحال إذا عتقت طرابيشهم يأتون بها إلي المكوجي لصبغها أو مسحها أو كيها فتعود وكأنها جديدة. طربوش فارس بيك من مشاهير زعماء سورية الذين لبسوا الطربوش الرئيس هاشم الأتاسي الذي تسلم رئاسة سورية في السنوات "1936 1939 1950 1951 1954" والزعيم سعد الله الجابري والرئيس شكري القوتلي والسياسي والأديب فخري البارودي ورئيس وزراء سورية فارس الخوري الذي يروي الكاتب السوري المعروف عادل أبو شنب عن طربوشه قصة طريفة في كتابه "شوام ظرفاء" حيث يقول: "مرّ فارس الخوري بأحد أسواق دمشق فرأي طربوشاً يناسب رأسه فجربه وسأل عن ثمنه فوضع البائع رقماً كبيراً، ولعله رفع الثمن لندرة وجود طربوش يستوعب رأس زبونه، لكن الخوري استغلاه وهمّ بالانصراف، فقال له البائع اسمع يا فارس بيك لو درت الدنيا كلها من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها لما وجدت طربوشاً كهذا يناسب رأسك "المبجبج" ما شاء الله وردّ السياسي السوري البارز فارس الخوري في الحال: اسمع يا أخانا أنت أيضاً لو درت الدنيا كلها لما وجدت رأساً كرأسي يجيء طربوشك عليه "حفر وتنزيل" ويُقال أن الخوري أخذ الطربوش برأسماله. منقول عن الراية القطرية {{ الشروال..لباس تراثي للفلاحين والفرسان قديما وأصبح رائجا في المناسبات الشعبية}} تزخر مختلف المناطق السورية بالأزياء التراثية التي تعد من أهم الدلالات الاجتماعية والاقتصادية المعبرة عن شكل من أشكال الهوية الثقافية والحضارية. ويشكل الشروال الذي ظهر عند الخيالة الأتراك والقبارصة لينتقل لبلاد الشام نموذجا فريدا للباس الشعب السوري الذي يقتصر حاليا على بعض المناطق الريفية ويسود في الطقوس الشعبية والأعراس. الأزياء الشعبية لم تكن موحدة قديما إلا أن هناك قواسم مشتركة بين كل بلد في التفاصيل على الأقل حيث الشروال تراث ورثه الآباء والأجداد لأبنائهم الذين يقع على عاتقهم اليوم الحفاظ عليه. وينتشر لبس الشروال بين أبناء الأرياف والمناطق الجبلية بكثرة اذ يعتبرونه لباسا مريحا لا يعيق حركة الفرد وبامكان الانسان ارتداؤه وإنجاز الأعمال الزراعية والفلاحة وجني المحصول دون أي عائق ولاسيما انه يتسم بكونه فضفاضا نسبيا ويتحمل ظروف العمل الصعبة. يعد الشروال زيا أنيقا وراقيا يلبسه الصغير والكبير ويحتاج إلى مهارة في الصناعة ويناسب جميع المناسبات الاجتماعية من أفراح او أتراح. هو لباس يستر النصف الاسفل من الجسم ويشد حول الخصر بدكة ويختلف من محافظة الى اخرى وكلما ازداد ثراء صاحبه اتسع تصميمه واحتوى على المزيد من القماش ليشكل ثنيات عند منطقة الخصر حيث عمر الشروال الجيد المصنوع من الصوف يكون أحيانا أطول من عمر صانعه حيث كان يقبل عليه الفلاح بنفس حماس الفرسان والخيالة. ويعود أصل كلمة شروال إلى اللغة الفارسية حيث كان يطلق عليه شلوار ويقول الباحث في الأزياء التراثية علاء الدين حمدون أن أصل لفظ سروال مستمد من اللغة الآرامية وهو عبارة عن لباس شرقي أصيل عرف منذ القديم وانتقل الى العرب بواسطة الفرس الذين عرف عندهم باسم الشلوار وعرب فيما بعد وأصبح يعرف باسم شروال أو سروال . وأضاف حمدون ان المغاربة المقيمين في أوروبا يطلقون على الشروال اسم /لو سروال/وانه يعرف في بعض البلدان الأوروبية ببنطلون الحريم للدلالة على تاريخه المتجذر في ثقافة الحريم وقصور السلاطين مشيرا الى ان موضة لبس الشروال ظهرت عند الخيالة الأتراك والقبارصة ثم انتقلت الى بلاد الشام. نساء البدو لا يزلن يلبسن الشراويل حتى في هذه الفترة ويستخدمن شراويل منسوجة من القطن وأحيانا من الحرير اللامع. ويتميز تصميم الشروال في سورية بضيق الساق بدءا من منطقة الركبة الى أسفل القدم وأحيانا أخرى يمتد فيه الاتساع الى الكاحل وتعقد فيه حلقة تسمى دكة وكان سكان غوطة دمشق يلبسون نفس النوع من الشراويل حيث يصمم الشروال بحيث يكون عريضا ونازلا للأسفل ويطرز عليه شكل شوارب أو شنب في حين يطرز على الشروال في منطقة الزبداني أشكال دائرية كما يختلف الشروال الذي يلبسه ابن غوطة دمشق عن الذي يلبسه ابن منطقة حوران حيث يكون الشروال الحوراني ضيقا وطويلا للأعلى. وعن خياطة وحياكة الشروال:صناعة الشراويل في سوق الحرير بدمشق الذي يحتوي على ثلاث ورش فقط إنه يستغرق في حياكة الشروال الواحد الذي يحتاج الى ما يقارب الثلاثة أمتار من القماش نحو عشرة أيام ،الورشة تنتج أكثر من ثلاثين شروالا في الشهر الواحد. سعر الشروال يتراوح بين ألفين وخمسمئة ليرة الى عشرة آلاف ليرة وذلك حسب ما يستغرق من وقت لحياكته وحسب نوع النقش والتطريز عليه. وقد ساهمت الدراما السورية وخاصة الاعمال التي تتناول فترات معينة من تاريخ سورية في تنشيط تجارة الشراويل وازدهارها مؤخرا وعودتها الى الساحة التجارية بعد ان كادت تنقرض وتزول. ويبقى الشروال اليوم ضيف شرف في المهرجانات التراثية حيث يخفق بقوة ويتمايل بثقة على وقع أقدام راقصي الدبكة وفرق العراضة الشامية والحلبية التي تتمسك به كتصميم يحدد هويتها كما وصل بمجده الى صناع الدراما السورية فبات بطلا أساسيا في المسلسلات الشامية وحفلات الزفاف. كما أن الشروال يمشي اليوم متباهيا بتاريخه في أسواق الأزياء النسائية العالمية ولاسيما ان الموضة تغوص في ذاكرة الشعوب وتنبش في تراثها وتغرف من نبعها من أجل ان تعيد صياغتها لتثري الحاضر وتعرف الأجيال الصاعدة بأسلوب الأجداد ونمط حياتهم. بالنسبة للمرأة ... اهتمام المرأة بالموضة وتقليعاتها إضافة الى جرأتها من أجل لفت الأنظار سبب رئيسي في ارتداء الشروال الذي هو أحد التصاميم الذكورية الأصل بعد ان نبذ موضته معظم الرجال. | |
|